ونزل فى قولهم إن محمداً مسحور، قوله تعالى: ﴿ ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ ﴾ يقول: انظر كيف وصفوا لك الأشياء، حين زعموا أنك ساحر.
﴿ فَضَلُّواْ ﴾ عن الهدى ﴿ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً ﴾ [آية: ٩] يقول: لا يجدون مخرجاً مما قالوا لك بأنك ساحر. ونزل فى قولهم: لولا أنزل، يعنى هلا ألقى، إليه كنز، أو تكون له جنة يأكل منها، فقال تبارك وتعالى: ﴿ تَبَارَكَ ٱلَّذِي ﴾ ﴿ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذٰلِكَ ﴾ يعنى أفضل من الكنز والجنة فى الدنيا، جعل لك فى الآخرة ﴿ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ﴾ يقول بينها الأنهار ﴿ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً ﴾ [آية: ١٠] يعنى بيوتاً فى الجنة، وذلك أن قريشاً يسمون بيوت الطين القصور.﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ ﴾ يعنى عز وجل بالقيامة، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالبعث فكذبوه، يقول الله تعالى: ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيراً ﴾ [آية: ١١] يعنى وقوداً ﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ ﴾ السعير، وهى جهنم ﴿ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ يعنى مسيرة مائة سنة ﴿ سَمِعُواْ لَهَا ﴾ من شدة غضبها عليهم ﴿ تَغَيُّظاً وَزَفِيراً ﴾ [آية: ١٢] يعنى آخر نهيق الحمار.﴿ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا ﴾ يعنى جهنم ﴿ مَكَاناً ضَيِّقاً ﴾ لضيق الرمح فى الزج ﴿ مُّقَرَّنِينَ ﴾ يعنى موثقين فى الحديد قرناء مع الشياطين ﴿ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً ﴾ [آية: ١٣] يقول: دعوا عند ذلك بالويل. يقول الخزان: ﴿ لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً ﴾ يعنى ويلاً واحداً ﴿ وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً ﴾ [آية: ١٤] يعنى ويلاً كثيراً، لأنه دائم لهم أبداً.


الصفحة التالية
Icon