﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ ﴾ يعنى ندامة، يعنى عقبة بن أبى معيط بن عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وذلك أنه كان يكثر مجالسة النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال له خليله وهو أمية بن خلف الجمحى: يا عقبة، ما أراك إلا قد صبأت إلى حديث هذا الرجل، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: لم أفعل، فقال: وجهى من وجهك حرام إن لم تتفل فى وجه محمد صلى الله عليه وسلم، وتبرأ منه حتى يعلم قومك وعشيرتك أنك غير مفارق لهم، ففعل ذلك عقبة، فأنزل الله عز وجل فى عقبة بن أبى معيط.
﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ ﴾ من الندامة.﴿ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ﴾ يتمنى ﴿ ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً ﴾ [آية: ٢٧] إلى الهدى ﴿ يٰوَيْلَتَا ﴾ يدعو بالويل، ثم يتمنى، فيقول: يا ﴿ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً ﴾ يعنى مية ﴿ خَلِيلاً ﴾ [آية: ٢٨] يعنى يا ليتنى لم أطع فلاناً، يعنى أمية بن خلف، فقتله النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وقتل عقبة عاصم بن أبى الأفلح الأنصارى صبراً بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقتل من الأسرى يوم بدر من قريش غيره، والنضر بن الحارث. يقول عقبة: ﴿ لَّقَدْ أَضَلَّنِي ﴾ لقد ردنى ﴿ عَنِ ٱلذِّكْرِ ﴾ يعنى عن الإيمان بالقرآن ﴿ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي ﴾ يعنى حين جاءنى ﴿ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ ﴾ فى الآخرة ﴿ لِلإِنْسَانِ ﴾ يعنى عقبة ﴿ خَذُولاً ﴾ [آية: ٢٩] يقول: يتبرأ منه، ونزل فيهما:﴿ ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾[الزخرف: ٦٧].
﴿ وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ﴾ قريشاً ﴿ ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً ﴾ [آية: ٣٠] يقول: تركوا الإيمان بهذا القرآن، فهم مجانبون له، يقول الله عز وجل: يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ يعنى وهكذا ﴿ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾ نزلت فى أبى جهل وحده، أى فلا يكبرن عليك، فإن الأنبياء قبلك قد لقيت هذا التكذيب من قومهم، ثم قال عز وجل: ﴿ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً ﴾ إلى دينه ﴿ وَنَصِيراً ﴾ [آية: ٣١] يعنى ومانعاً فلا أحد أهدى من الله عز وجل، ولا أمنع منه.


الصفحة التالية
Icon