وكان سليمان عليه السلام يسير بها معه إذا سار ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾ يعني وحدوا الله ﴿ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [آية: ٤٥] مؤمنين وكافرين، وكانت خصومتهم الآية التي في الأعراف:﴿ قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ ﴾[الآيات: ٧٥ - ٧٧] ووعدهم صالح العذاب، فقالوا:﴿ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾[الأعراف: ٧٧] فرد عليهم صالح ﴿ قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ ﴾ يقول: لم تستعجلون بالعذاب قبل العافية ﴿ لَوْلاَ ﴾ يعني هلا ﴿ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ ﴾ من الشرك ﴿ لَعَلَّكُمْ ﴾ يعني لكي ﴿ تُرْحَمُونَ ﴾ [آية: ٤٦] فلا تعذبوا في الدنيا. فـ ﴿ قَالُواْ ﴾ يا صالح ﴿ ٱطَّيَّرْنَا ﴾ يعني تشاءمنا ﴿ بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ﴾ على دينك، وذلك أنه قحط المطر عنهم وجاعوا، فقالوا: أصابنا هذا الشر من شؤمك وشؤم أصحابك، فـ ﴿ قَالَ ﴾ لهم عليه السلام: إنما ﴿ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ ﴾ يقول: الذي أصابكم هو مكتوب في أعناقكم ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾ [آية: ٤٧] يعني تبتلون، وإنما ابتليتم بذنوبكم.﴿ وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ ﴾ قرية صالح: الحجر ﴿ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ يعني يعملون في الأرض بالمعاصي ﴿ وَلاَ يُصْلِحُونَ ﴾ [آية: ٤٨] يعني ولا يطيعون الله عز وجل فيها منهم: قدار بن سالف بن جدع، عاقر الناقة، واسم أمه قديرة، ومصدع، وداب، ويباب إخوة بنى مهرج، وعائذ بن عبيد، وهذيل، وذو أعين وهما أخوان ابنا عمرو، وهديم، وصواب، فعقروا الناقة ليلة الأربعاء، وأهلكهم الله عز وجل يوم السبت بصيحة جبريل، عليه السلام.﴿ قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ ﴾ يعني تحالفوا بالله عز وجل ﴿ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ﴾ ليلاً بالقتل يعني صالحاً وأهله ﴿ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ﴾ يعني ذا رحم صالح أن سألوا عنه ﴿ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ ﴾ قالوا: ما ندري من قتل صالحاً وأهله، ما نعرف الذين قتلوه ﴿ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴾ [آية: ٤٩] فيما نقول. يقول عز وجل: ﴿ وَمَكَرُواْ مَكْراً ﴾ حين أرادوا قتل صالح، عليه السلام، وأهله، يقول الله تعالى: ﴿ وَمَكَرْنَا مَكْراً ﴾ حين جثم الجبل عيلهم ﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ [آية: ٥٠].