ثم أخبر عن فرعون، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ ﴾ يعني تعظم ﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ يعني أرض مصر ﴿ وَجَعَلَ أَهْلَهَا ﴾ يعني من أهل مصر ﴿ شِيَعاً ﴾ يعني أحزاباً ﴿ يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ ﴾ يعني من أهل مصر يستضعف بني إسرائيل ﴿ يُذَبِّحُ ﴾ يعني يقتل ﴿ أَبْنَآءَهُمْ ﴾ يعني أبناء بني إسرائيل ﴿ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ يقول: ويترك بناتهم فلا يقتلهن، وكان جميع من قتل من بني إسرائيل، ثمانية عشر طفلاً ﴿ إِنَّهُ ﴾ يعني فرعون ﴿ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ ﴾ [آية: ٤] يعني كان يعمل في الأرض بالمعاصي. يقول الله عز وجل: ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ ﴾ يقول: نريد أن ننعم ﴿ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ ﴾ يعني بني إسرائيل حين أنجاهم من آل فرعون ﴿ فِي ٱلأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ﴾ يعني قادة في الخير، يقتدى بهم في الخير ﴿ وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ ﴾ [آية: ٥] لأرض مصر بعد هلاك فرعون.﴿ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ يعني في أرض مصر ﴿ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا ﴾ القبط ﴿ مِنْهُمْ ﴾ يعني من بني إسرائيل ﴿ مَّا كَانُواْ يَحْذَرونَ ﴾ [آية: ٦] من مولود بني إسرائيل أن يكون هلاكهم في سببه، وهو موسى صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الكهنة أخبروا فرعون أنه يولد في هذه السنة مولود في بني إسرائيل يكون هلاكك في سببه، فجعل فرعون على نساء بني إسرائيل قوابل من نساء أهل مصر، وأمرهن أن يقتلن كل مولود ذكر يولد من بني إسرائيل مخافة ما بلغه، فلم يزل الله عز وجل بلطفه يصنع لموسى، عليه السلام، حتى نزل بآل فرعون من الهلاك ما كانوا يحذرون، وملك فرعون أربع مائة سنة، وستة وأربعين سنة.


الصفحة التالية
Icon