﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ﴾ يعني أضررت نفسي بقتل النفس.
﴿ فَٱغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [آية: ١٦] بخلقه ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ﴾ يقول: إذ أنعمت على بالمغفرة، فلم تعاقبني بالقتل.
﴿ فَلَنْ ﴾ أعود أن ﴿ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ ﴾ [آية: ١٧] يعني معيناً للكافرين، فيما بعد اليوم، لأن الذي نصره موسى كان كافراً.﴿ فَأَصْبَحَ ﴾ موسى من الغد ﴿ فِي ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ ﴾ يعني ينتظر الطلب.
﴿ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ﴾ يعني يستغيثه ثانية على رجل آخر كافر من القبط.
﴿ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ ﴾ للذي نصره بالأمس، الإسرائيلى: ﴿ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ﴾ [آية: ١٨] يقول: إنك لمضل مبين قتلت أمس في سببك رجلاً.﴿ فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ ﴾ الثانية بالقبطي ﴿ بِٱلَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا ﴾ يعني عدواً لموسى وعدواً للإسرائيلى، ظن الإسرائيلي أن موسى يريد أن يبطش به لقول موسى له: ﴿ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ﴾ ﴿ قَالَ ﴾ الإسرائيلى ﴿ يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ إِن تُرِيدُ ﴾ يعني ما تريد ﴿ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً ﴾ يعني قتالاً ﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ مثل سيرة الجبابرة القتل في غير حق ﴿ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ ﴾ [آية: ١٩] يعني من المطيعين لله عز وجل في الأرض، ولم يكن أهل مصر علموا بالقاتل، حتى أفشى الإسرائيلي على موسى، فلما سمع القبطي بذلك انطلق، فأخبرهم أن موسى هو القاتل، فائتمروا بينهم بقتل موسى.


الصفحة التالية
Icon