﴿ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ يعنى أبا سفيان ﴿ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ نزلت فى عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وخباب بن الأرت، رضى الله عنهم، ختن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، على أخته أم جميل ﴿ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ﴾، وذلك أن أبا سفيان بن حرب بن أمية، قال لهؤلاء النفر: اتبعوا ملة آبائنا، ونحن الكفلاء بكل تبعة من الله تصيبكم، وأهل مكة علينا شهداء، فذلك قوله تعالى: ﴿ وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ﴾، يقول الله عز وجل: ﴿ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [آية: ١٢] فيما يقولون.﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾، يعنى وليحملن أوزارهم التى عملوا، وأوزاراً مع أوزارهم، لقولهم للمؤمنين: اتبعوا سبيلنا ﴿ مَّعَ ﴾، يعنى إلى أوزارهم التى عملوا لأنفسهم.
﴿ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ [آية: ١٣]، من الكذب؛ لقولهم: نحن الكفلاء بكل تبعة تصيبكم من الله عز وجل.﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً ﴾، يدعوهم إلى الإيمان بالله عز وجل، فكذبوه.
﴿ فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آية: ١٤]، يعنى الماء طغى على كل شىء، فأغرقوا.﴿ فأَنْجَيْناهُ ﴾، يعنى نوحاً، عليه السلام.
﴿ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ ﴾ من الغرق.
﴿ وَجَعَلْنَاهَآ ﴾، يعنى السفينة ﴿ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [آية: ١٥]، يعنى لمن بعدهم من الناس.