﴿ وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ ﴾ يعنى النبى صلى الله عليه وسلم وحده ﴿ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ ﴾ البتة يعنى مؤمنيهم عبد الله بن سلام وأصحابه.
﴿ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ فيها تقديم، يقول: جادلهم قل لهم بالقرآن وأخبرهم عن القرآن، نسختها آية السيف فى براءة فقال تعالى:﴿ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِر ﴾[التوبة: ٢٩] ﴿ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ ﴾ لهم يعنى ظلمة اليهود ﴿ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا ﴾ يعنى القرآن ﴿ وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ ﴾ يعنى التوراة ﴿ وَ ﴾ قولوا لهم: ﴿ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ ﴾ ربنا وربكم واحد ﴿ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [آية: ٤٦] يعنى مخلصين بالتوحيد.﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ يعنى وهكذا ﴿ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ ﴾ كما أنزلنا التوراة على أهل الكتاب، ليبين لهم عز وجل يعنى ليخبرهم، ثم ذكر مؤمنى أهل التوراة عبد الله بن سلام وأصحابه، فقال سبحانه: ﴿ فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ ﴾ يعنى أعطيناهم التوراة، يعنى ابن سلام وأصحابه ﴿ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ يصدقون بقرآن محمد صلى الله عليه وسلم أنه من الله عز وجل، ثم ذكر مسلمى مكة، فقال: ﴿ وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ ﴾ يعنى يصدق بقرآن محمد صلى الله عليه وسلم أنه من الله جاء، ثم قال: ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ ﴾ يعنى آيات القرآن بعد المعرفة، لأنهم يعلمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبى، وأن القرآن حق من الله عز وجل: ﴿ إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ ﴾ [آية: ٤٧] من اليهود.﴿ وَمَا كُنتَ ﴾ يا محمد ﴿ تَتْلُو ﴾ يعنى تقرأ ﴿ مِن قَبْلِهِ ﴾ يعنى من قبل القرآن ﴿ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ﴾ فلو كنت يا محمد تتلوا القرآن أو تخطه، لقالت اليهود، إنما كتبه من تلقاء نفسه، و ﴿ إِذاً لاَّرْتَابَ ﴾ يقول: وإذَّا لشك ﴿ ٱلْمُبْطِلُونَ ﴾ [آية: ٤٨] يعنى الكاذبين، يعنى كفار اليهود إذَّا لشكوا فيك يا محمد، إذا لقالوا: إن الذى نجد فى التوراة نعته، هو أمى لا يقرأ الكتاب ولا يخطه بيده. ثم ذكر مؤمنى أهل التوراة، فقال: ﴿ بَلْ هُوَ ﴾ يا محمد ﴿ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ ﴾ يعنى علامات واضحات بأنه أمى لا يقرأ الكتاب ولا يخطه بيده.
﴿ فِي صُدُورِ ﴾ يعنى فى قلوب ﴿ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ﴾ بالتوراة، يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه، ثم قال عز وجل: ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ ﴾ يعنى ببعث محمد صلى الله عليه وسلم فى التوراة بأنه أمى لا يقرأ الكتاب، ولا يخطه بيده، وهو مكتوب فى التوراة، فكتموا أمره وجحدوا، فذلك قوله عز وجل: ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ ﴾ يعنى ببعث محمد صلى الله عليه وسلم فى التوراة ﴿ إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ ﴾ [آية: ٤٩] يعنى كفار اليهود.﴿ وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ ﴾ قال كفار مكة: هلا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم آيات من ربه إلينا، كما كان تجئ إلىقومهم، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى النبى صلى الله عليه وسلم، قال: ﴿ قُلْ ﴾ لهم ﴿ إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ ﴾ فإذا شاء أرسلها وليست بيدى.
﴿ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ [آية: ٥٠].
فلما سألوه الآية، قال الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ﴾ بالآية من القرآن ﴿ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ﴾ فيه خبر ما قبلهم، وما بعدهم.
﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ ﴾ يعنى عز وجل فى القرآن ﴿ لَرَحْمَةً ﴾ لمن آمن به وعمل به.
﴿ وَذِكْرَىٰ ﴾ يعنى وتذكرة ﴿ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [آية: ٥١] يعنى يصدقون بالقرآن أنه من الله عز وجل، فكذبوا بالقرآن فنزل:


الصفحة التالية
Icon