﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا ﴾ يعنى وصفنا وبينا.
﴿ لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ﴾ يعنى من كل شبه نظيرها في الزمر.
﴿ وَلَئِن جِئْتَهُمْ ﴾ يا محمد ﴿ بِآيَةٍ ﴾ كما سأل كفار مكة لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } للنبى صلى الله عليه وسلم ﴿ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ ﴾ [آية: ٥٨] لقالوا: ما أنت يا محمد إلا كذاب، وما هذه الآية من الله عز وجل، كما كذبوا فى انشقاق القمر حين قالوا: هذا سحر.﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ ﴾ يقول: هكذا يختم الله عز وجل بالكفر ﴿ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ٥٩] يتوحيد الله عز وجل، فلما أخبرهم الله عز وجل بالعذاب أنه نازل بهم فى الدنيا كذبوه، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ فَٱصْبِرْ ﴾ يا محمد على تكذيبهم إياك بالعذاب، يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر، فقال: فاصبر ﴿ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ﴾ يعنى صدق، بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا، فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: عجل لنا العذاب فى الدنيا إن كنتم صادقاً، هذا قول النضر بن الحارث القرشى من بنى عبدالدار بن قصى، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ﴾ ولا يستفزنك فى تعجيل العذاب بهم ﴿ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ ﴾ [آية: ٦٠] بنزول العذاب عليهم في الدنيا، فعذبهم الله عز وجل، ببدر حين قتلهم وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم، وعجل الله أرواحهم إلى النار، فهم يعرضون عليها كل يوم طرفى النهار ما دامت الدنيا، فقتل الله النضر بن الحارث ببدر، وضرب عنقه على بن أبى طالب، رضى الله عنه.


الصفحة التالية
Icon