﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ ﴾ يعنى علم الله يقول: لو أن كل شجرة ذات ساق على وجه الأرض بريت أقلاماً، وكانت البحور السبعة مداداً، فكتب بتلك الأقلام، وجميع خلق الله عز وجل يكتبون من البحور السبعة، فكتبوا علم الله تعالى وعجائبه، لنفدت تلك الأقلام وتلك البحور، ولم ينفد علم الله وكلماته ولا عجائبه.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ﴾ في ملكه ﴿ حَكِيمٌ ﴾ [آية: ٢٧] فى أمره، يخبر الناس أن أحداً لا يدرك علمه.﴿ مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ نزلت في أبي بن خلف، وأبى الأشدين واسمه أسيد بن كلدة، ومنبه ونبيه ابنى الحجاج بن السباق بن حذيفة السهمي، كلهم من قريش، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الله خلقنا أطواراً، نطفة، علقة، مضغة، عظاماً، لحماً، ثم تزعم أنا نبعث خلقاً جديداً جميعاً في ساعة واحدة، فقال الله عز وجل: ﴿ مَّا خَلْقُكُمْ ﴾ أيها الناس جميعاً على الله سبحانه في القدرة، إلا كخلق نفس واحدة.
﴿ وَلاَ بَعْثُكُمْ ﴾ جميعاً على الله تعالى، إلا كبعث نفس واحدة ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [آية: ٢٨] لما قالوا من الخلق والبعث.