﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ ﴾ السفن ﴿ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ ﴾ بالرياح ﴿ بِنِعْمَةِ ٱللَّهِ ﴾ يعني برحمة الله عز وجل ﴿ لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ ﴾ يعني من علاماته، وأنتم فيهن، يعني ما ترون من صنعه وعجائبه في البحر والابتغاء فيه الرزق والحلي ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ الذي ترون في البحر ﴿ لآيَاتٍ ﴾ يعني لعبرة ﴿ لِّكُلِّ صَبَّارٍ ﴾ على أمر الله عز وجل عند البلاء في البحر ﴿ شَكُورٍ ﴾ [آية: ٣١] لله تعالى في نعمه حين أنجاه من أهوال البحر، ثم قال عز وجل:﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ ﴾ في البحر ﴿ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ ﴾ يعني كالجبال ﴿ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ﴾ يعني موحدين له ﴿ ٱلدِّينَ ﴾ يقول: التوحيد ﴿ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ ﴾ من البحر ﴿ إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ ﴾ يعني عدل في وفاء العهد في البر، فيما عاهد الله عز وجل عليه في البحر من التوحيد، يعني المؤمن، ثم ذكر المشرك الذي وحد الله في البحر حين دعاه مخلصاً، ثم ترك التوحيد في البر ونقض العهد، فذلك قوله عز وجل: ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ ﴾ يعني ترك العهد ﴿ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ ﴾ يعني غدار بالعهد ﴿ كَفُورٍ ﴾ [آية: ٣٢] لله عز وجل في نعمه في تركه التوحيد في البر.