﴿ وَقَالُوۤاْ أَإِذَا ضَلَلْنَا ﴾ يعني هلكنا ﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ وكنا تراباً ﴿ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ إنا لمبعوثون خلقاً جديداً بعد الموت، يعنون البعث، ويعنون كما كنا تكذيباً بالبعث نزلت في أبي بن خلف، وأبي الأشدين اسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي، ومنبه ونبيه ابني الحجاج، يقول الله عز وجل: ﴿ بَلْ ﴾ نبعثهم، نظيرها في ق والقرآن، ثم قال: ﴿ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ ﴾ يعني بالبعث ﴿ كَافِرُونَ ﴾ [آية: ١٠] لا يؤمنون.﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ﴾ يزعمون أن اسمه عزرائيل، وله أربعة أجنحة جناح بالمشرق، وجناح بالمغرب، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجيء الريح الدبور، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجيء الريح الصبا، ورجل له بالمشرق، ورجله الأخرى بالمغرب، والخلق بين رجليه ورأسه في السماء العليا وجسده، كما بين السماء والأرض، ووجهه عند ستر الحجب.
﴿ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [آية: ١١] بعد الموت أحياء فيجزيكم بأعمالكم.﴿ وَلَوْ تَرَىٰ ﴾ يا محمد ﴿ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴾ يعني عز وجل كفار مكة ﴿ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا ﴾ إلى الدنيا ﴿ نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾ [آية: ١٢] بالبعث. يقول الله جل ثناؤه: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا ﴾ يعني لأعطينا ﴿ كُلَّ نَفْسٍ ﴾ فاجرة ﴿ هُدَاهَا ﴾ يعني بيانها ﴿ وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي ﴾ يعني وجب العذاب مني ﴿ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [آية: ١٣] يعني كفار الإنس والجن جميعاً، والقول الذي وجب من الله عز وجل لقوله لإبليس يوم عصاه في السجود لآدم، عليه السلام:﴿ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾[ص: ٨٥]، فإذا أدخلوا النار قالت الخزنة لهم: ﴿ فَذُوقُواْ ﴾ العذاب ﴿ بِمَا نَسِيتُمْ ﴾ يعني بما تركتم الإيمان بـ ﴿ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ ﴾ يعني البعث ﴿ إِنَّا نَسِينَاكُمْ ﴾ تقول الخزنة: إنا تركناكم في العذاب ﴿ وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ ﴾ الذي لا ينقطع ﴿ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [آية: ١٤] من الكفر والتكذيب.


الصفحة التالية
Icon