﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ﴾ يقول: يصدق بآياتنا، يعني القرآن ﴿ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا ﴾ يعني وعظوا بها، يعني بآياتنا القرآن ﴿ خَرُّواْ سُجَّداً ﴾ على وجوههم ﴿ وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ﴾ وذكروا الله بأمره ﴿ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [آية: ١٥] يعني لا يتكبرون عن السجود كفعل كفار مكة حين تكبروا عن السجود.﴿ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ ﴾ نزلت في الأنصار ﴿ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ ﴾ يعني كانوا يصلون بين المغرب والعشاء ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً ﴾ من عذابه.
﴿ وَطَمَعاً ﴾ يعني ورجاء في رحمته.
﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ﴾ من الأموال ﴿ يُنفِقُونَ ﴾ [آية: ١٦] في طاعة الله عز وجل، ثم أخبر بما أعد لهم، فقال عز وجل: ﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم ﴾ في جنات عدن مما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب قائل ﴿ مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [آية: ١٧] به.﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً ﴾ وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط من بني أمية أخو عثمان بن عفان، رضى الله عنه، من أمه، قال لعلي بن أبي طالب، رضى الله عنه: اسكت فإنك صبي، وأنا أحد منك سناناً، وابسط منك لساناً، وأكثر حشواً في الكتيبة منك، قال له علي، عليه السلام: اسكت فأنت فاسق، فأنزل الله جل ذكره: ﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً ﴾ يعني علياً، عليه السلام.
﴿ كَمَن كَانَ فَاسِقاً ﴾ يعني الوليد ﴿ لاَّ يَسْتَوُونَ ﴾ [آية: ١٨] أن يتوبوا من الفسق، ثم أخبر بمنازل المؤمنين وفساق الكفار في الآخرة.