﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ ﴾ يعني الملساء ليس فيها نبت ﴿ فَنُخْرِجُ بِهِ ﴾ بالماء ﴿ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ ﴾ [آية: ٢٧] هذه الأعاجيب فيوحدون ربهم عز وجل.
﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ ﴾ يعني القضاء وهو البعث ﴿ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آية: ٢٨] وذلك أن المؤمنين قالوا: إن لنا يوماً نتنعم فيه، ونستريح، فقال كفار مكة: متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وحده، تكذيباً بالبعث بأنه ليس بكائن، فإن كان البعث حقاً صدقنا يومئذ، فأنزل الله تبارك وتعالى:﴿ قُلْ ﴾ يا محمد ﴿ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ ﴾ يعني القضاء ﴿ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ ﴾ بالبعث لقولهم للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كان البعث الذى تقول حقاً صدقنا يومئذ، فذلك قوله عز وجل: ﴿ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ ﴾ بالبعث، لقولهم: إن كان ذلك اليوم حقاً صدقنا ﴿ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ﴾ [آية: ٢٩] يقول: لا يناظر بهم العذاب حتى يقولوا، فلما نزلت هذه الآية أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليهم فيجزيهم وينبؤهم، فأنزل الله تبارك وتعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم إلى مدة.﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ ﴾ بهم العذاب، يعني القتل ﴿ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ ﴾ [آية: ٣٠] العذاب، يعني القتل ببدر، فقتلهم الله وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجل الله أرواحهم إلى النار، ثم إن آية السيف نسخت الإعراض.


الصفحة التالية
Icon