ثم قال تعالى: ﴿ تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ ﴾ توقف من بنات العم والعمة والخال والخالة فلا تزوجها ﴿ وَتُؤْوِيۤ ﴾ يعنى وتضم ﴿ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ ﴾ منهن فتتزوجها فخير الله عز وجل النبى صلى الله عليه وسلم فى تزويج القرابة، فذلك قوله تعالى: ﴿ وَمَنِ ٱبْتَغَيْتَ ﴾ منهن فتزوجتها ﴿ مِمَّنْ عَزَلْتَ ﴾ منهن ﴿ فَلاَ جُنَاحَ ﴾ يعنى فلا حرج ﴿ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَىٰ ﴾ يقول: ذلك أجدر ﴿ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ ﴾ يعنى نساء النبى صلى الله عليه وسلم التسع اللاتى اخترنه، وذلك أنهن قلن لو فتح الله مكة على النبى صلى الله عليه وسلم فسيطلقنا غير عائشة ويتزوج أنسب منا، فقال الله عز وجل: ﴿ وَلاَ يَحْزَنَّ ﴾ إذا علمن أنك لا تزوج عليهن إلا ما أحللنا لك من تزويج القرابة، ثم قال: ﴿ وَيَرْضَيْنَ ﴾ يعنى نساءه التسع ﴿ بِمَآ آتَيْتَهُنَّ ﴾ يعنى بما ﴿ كُلُّهُنَّ ﴾ من النفقة، وكان في نفقتهن قلة ﴿ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قلُوبِكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً ﴾ [آية: ٥١] ذو تجاوز. ثم حرم على النبى تزويج النساء غير التسع اللاتى اخترنه، فقال: ﴿ لاَّ يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِن بَعْدُ ﴾ أزواجك التسع اللاتى عندك، يقول: لا يحل لك أن تزداد عليهن ﴿ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ ﴾ يعنى نساءه التسع ﴿ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ﴾ يعنى أسماء بنت عميس الخثعمية التى كانت امرأة جفعر ذى الجناحين، ثم قال تعالى: ﴿ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ﴾ يعنى الولاية، ثم حذر النبى صلى الله عليه وسلم أن يركب فى أمرهن ما لا ينبغى، فقال ﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ من العمل ﴿ رَّقِيباً ﴾ [آية: ٥٢] حفيظاً.