﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ ﴾ وذلك أن الله عز وجل وعظ المؤمنين ألا يؤذوا محمداً فيقولون زيد بن محمد، فإن ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم أذى كما آذت بنو إسرائيل موسى وزعموا أنه آدر. وذلك أن موسى، عليه السلام، كان فيه حياء شديد وكان لا يغتسل فى نهر، ولا غيره إلا عليه إزار، وكان بنو إسرائيل يغتسلون عراة، فقالوا: ما يمنع موسى أن يتجرد كما نتجرد إلا أنه آذر، فانطلق موسى، عليه السلام، ذات يوم يغتسل فى عين بأرض الشام، واستتر بصخرة ووضع ثيابه عليها ففرت الصخرة بثيابه، وأتبعها موسى، عليه السلام، متجرداً، فلحقها فضربها بعصاه، وكان موسى، عليه السلام، لا يضع العصا من يده حيث ما كان، وقال لها: ارجعى إلى مكانك، فقالت: إنما أنا عبد مأمور لم تضربنى فردها إلى مكانها، فنظرت إليه بنو إسرائيل، فإذا هو من أحسن الناس خلقاً وأعدلهم صورة، وكان سليماً ليس الذى قالوا: فذلك قوله عز وجل: ﴿ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ ﴾ إنه آدر ﴿ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً ﴾ [آية: ٦٩] يعنى مكيناً.﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً ﴾ [آية: ٧٠] يعنى قولاً عدلاً، وهو التوحيد.﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ ﴾ يعنى يزكى لكم ﴿ أَعْمَالَكُمْ ﴾ بالتوحيد ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ محمداً صلى الله عليه وسلم ﴿ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [آية: ٧١] يقول: قد نجا بالخير وأصاب منه نصيباً وافراً.