قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ ﴾؛ أي تجاوزَ اللهُ عنكَ يا مُحَمَّدُ لِمَ أذِنتَ لهم في القعودِ عن الجهاد حتى يظهرَ لكم الذين صدَقوا في الاعتذار.
﴿ وَتَعْلَمَ ٱلْكَاذِبِينَ ﴾؛ في عُذرِهم، قدَّمَ اللهُ العفوَ على العتاب حتى يسكُنَ قلبهُ صلى الله عليه وسلم، ثُم قالَ بعدَ العفوِ: ﴿ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ﴾، ولو أنَّ اللهَ أخبرَهُ بالذنب قبلَ أن يُخبرَهُ بالعفوِ لكان يخافُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن هَيْبَتِهِ قولهُ: ﴿ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ﴾.


الصفحة التالية
Icon