قْوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ﴾؛ أي لا يحزُنكَ يا مُحَمَّدُ تكذيبُهم إيَّاكَ وتَهديدُهم لكَ بالقتلِ، وفيه تسليةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم على كُفرِهم وتكذيبهم ونِسبَتِهم له إلى الافتراءِ على ربه، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً ﴾؛ استئنافُ كلامٍ، ولذلك كُسرت (إنَّ)، والمعنى: فإنَّ القوةَ لله جميعاً يمنعُهم عنكَ بعزَّتهِ، ولا يتعذرُ أحدٌ الا بإذنه وهو ناصِرُكَ وناصرُ دينِكَ، و ﴿ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾؛ لمقالةِ الكفَّار ﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾؛ بضمائرهم. ولا يجوزُ أن يقرأ (أنَّ الْعِزَّةَ) بالنصب لاستحالةِ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يحزنهُ قولُ الكفارِ بأنَّ العزةّّ لله جميعاً.