قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ ﴾؛ الخطابُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ أي فإن لم يُجِبْكَ هؤلاءِ الكفَّارُ إلى الإتيان بمثل القرآنِ، فاعلَمُوا أنَّ هذا القرآنَ أنزلَهُ جبريلُ بعلمِ الله وأمرِه. ويجوز أن يكون بعلمِ الله؛ أي بما أنزلَ اللهُ فيه من غَيْبٍ. ويجوز أن يكون معناه: فإنْ لم يستجِيبوا لكُم؛ أي فإن لم يُجِبْكُمُ الذين دعوتُموهم إلى المعاونةِ إلى الإتيان بمثل هذا القرآنِ، فقد قامت عليكم الحجَّةُ، فاعلَمُوا أنَّما أُنْزِلَ بعلمِ الله، واعلموا أنَّما أنزلَهُ إلاَّ هو، ولا يُنْزِلُ الوحيَ أحدٌ غيرهُ، فهل أنتم تخلِصُون للهِ في التوحيد والعبادةِ.