قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾؛ أي وما تسأَلُهم يا مُحَمَّدُ على دعائِهم إلى الله من جُعْل في مالِهم فيصدُّهم ذلك عن الإيمان. قَوْلُهُ تَعَالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴾؛ أي ما القرآن إلا موعظةٌ للعالَمين. وقوله تعالى: ﴿ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾؛ أي فكم من آيةٍ دالَّة على وحدانيَّة اللهِ مما في السَّماوات من الشمسِ والقمر والنجوم، وما في الأرضِ من الأشجارِ والجبال والنبات وغيرِ ذلك من الحيوانات، يرَونَها ويشاهدونَها ثم لا يستدلُّون بذلك على أنَّ لها مُدبراً حكيماً عليماً قادراً لا يشبههُ شيء من المخلوقاتِ. ويقال: أرادَ بالآياتِ التي في الأرضِ آيات عادٍ وثَمود وقومِ لوط وغيرهم، كان أهلُ مكة يَمُرُّونَ عليها في أسفارِهم ولا يتَّعظون بهم.