قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾؛ معناهُ وإنْ تعجَبْ يا مُحَمَّدُ من تكذيب أهلِ مكة وإشرَاكِهم بالله مع ما تقدَّمَ من الدلائلِ على توحيد اللهِ قولُهم عجبٌ عند العقلاءِ العارفين حيث قالوا: إذا كُنَّا تراباً أنُبْعَثُ وتُرَدُّ فينا الروحُ بعدَ الموتِ والبلاء؟! وإنما سُمي قولُهم ﴿ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً ﴾ أعجبَ؛ لأن البعثَ أسهلُ في القدرةِ مما بيَّن اللهُ لَهم؛ إذِ البعثُ إعادةٌ إلى ما كانَ، والإعادةُ أسهل في طِبَاعِ الآدميِّين من الإنشاءِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ ﴾؛ أي تَغُلُّ أيْمَانَهم إلى أعناقِهم السلاسِلُ في النار، ويكون يسارُهم وراءَ ظهُورِهم وهم مُصْفَدُونَ من قُرونِهم الى أقدامِهم. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ ﴾.


الصفحة التالية
Icon