قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ ﴾؛ أي على تَنَقُّصٍ إما بقَتلٍ أو بمَوتٍ؛ الأوَّلُ فالأولُ حتى يهلَكُوا عن آخرِهم، رُوي عن عمرَ رضي الله عنه أنه قالَ: (مَا كُنْتُ أدْرِي مَا مَعْنَى (عَلَى تَخَوُّفٍ) حَتَّى سَمِعْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ: تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تَامِكاً قَرِدَا كَمَا تَخَوَّفَ عُودُ النَّبْعَةِ السَّفَنُوقال الحسنُ: (مَعْنَاهُ: أنْ يُخَوِّفَهُمْ بأَنْ يُهْلِكَ قَرْيَةً لِتَنْزَجِرَ قَرْيَةٌ أُخْرَى). وقولهُ تعالى: ﴿ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾؛ أي شديدُ الرَّحمة بتأخيرِ العذاب عن الكفَّار، أو شديدُ الرحمةِ على مَن تابَ منهم.