قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾؛ أي إلا بما يؤدِّي إلى حفظهِ وصيانته وتَمييزهِ، وإنما خَصَّ اليتيمَ بذلك؛ لأن الطمعَ في مالهِ أكثرُ، وهو إلى الحفظِ أحوَجُ لِعَجْزِهِ عن حفظهِ بنفسه. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾؛ أي حتى يُكمِلَ ثَماني عشرةَ سَنة. وَقِيْلَ: معناهُ: حتى يبلُغَ وقتَ الْحَلُمِ ويكمل عقله. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ﴾؛ أي وأوْفُوا بعهدِ الله إليكم في أموالِ اليتَامى، وكلُّ ما أمرَ اللهُ به ونَهى عنهُ فهو من العهدِ.
﴿ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ﴾ عنه للجزاءِ، فحُذِفَ استكفاءً بدلالةِ الحال.