قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ قُبُلاً ﴾؛ أي ما منعَ أهلُ مكة أن يُؤمِنوا ﴿ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ ﴾ يعني مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم جاءَهم مِن اللهِ بالرَّشَادِ.
﴿ وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ ﴾ أي يتوبُوا من الكفرِ، ما منعَهم من ذلك إلاّ طلبُ أن يأتيَهم سُنَّةُ الأَوَّلِيْنَ؛ وهو أنَّهم إذا لَم يؤمنوا جاءَهم العذابُ مِن حيث لا يشعرونَ، أو مقابلةً من حيث يَرَوْنَ. وهذه الآيةُ فِيمَنْ قُتِلَ من المشركين ببَدْرٍ وأُحُدٍ؛ وهو قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ قُبُلاً ﴾ أي عَيَاناً مقابلةً. وقرأ أهلُ الكوفة (قُبُلاً) بضمِّ القافِ والباء، جمعُ قَبيْلٍ؛ أي صنوفٍ من العذاب، وضُروبٍ منه مختلفةٍ.