قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى ﴾؛ معناهُ: ما حاجتُكَ إلى الجهرِ، فإن اللهَ لا يحتاجُ إلى جهرِكَ ليَسْمَعَ، فإنه تعالَى يَعْلَمُ السِّرَ وَأخْفَى منهُ. قال ابنُ عبَّاس: (السِّرُّ مَا أسْرَرْتَ بهِ فِي نَفْسِكَ، وَأخْفَى مِنْهُ مَا لَمْ تُحَدِّثْ بهِ نَفْسَكَ مِمَّا يَكُونُ فِي غَدٍ، عِلْمُ اللهِ فِيْهِمَا سَوَاءٌ) وَالتَّقْدِيْرُ: وَأخَفَى مِنْهُ، إلاّ أنهُ حُذِفَ للعلمِ بهِ. وعن سعيدِ بن جُبير قال: (السِّرُّ مَا تُسِرُّهُ فِي نَفْسِكَ، وَأخْفَى مِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ وَهُوَ كَائِنٌ، فَاللهُ تَعَالَى يَعْلَمُ مَا خَفِيَ عَنِ ابْنِ آدَمَ مِمَّا هُوَ فَاعِلُهُ قَبْلَ أنْ يَفْعَلَهُ).