قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ ﴾؛ أي هَلاَّ جاءَ العُصبة الكاذبةُ على قذفِهم عائشةَ بأربعةِ شُهَداءَ يشهدون بأنَّهم عايَنُوا منها ذلكَ.
﴿ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ ﴾؛ أخبرَ اللهُ تعالى أنَّهم كاذبونَ في قذفِها، يعني: إنَّهم كاذبونَ في الظاهرِ والباطن، وكفَى بهذا براءةً لعائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فمَن جَوَّزَ صِدْقَ أولئكَ في أمرِ عائشة صارَ كافراً باللهِ لا محالةَ؛ لأنه رَدَّ شهادةَ اللهِ لَها بالبراءةِ.