قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾؛ فمعناه: واتخذ كفارُ مكَّة من دونِ الله آلِهَةً يعبدونَها؛ هي الأصنامُ لا يقدرونَ أن يخلِقُوا شيئاً وهم يُخلقون، ما مِن شيء يكون منها من ذهبٍ أو فضَّةٍ أو صفر أو خشبٍ إلاّ واللهُ خالِقُها.
﴿ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً ﴾؛ أي لا يَملكون الأصنامَ لأنفُسِها دفعَ ضُرٍّ ولا جَرَّ نفعٍ؛ لأنَّها جَمَادٌ لا قدرةَ لَها.
﴿ وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَـاةً وَلاَ نُشُوراً ﴾؛ أي لا يَملِكُ أن يَموتَ أحدٌ ولا يحيي أحد، ولا تَملِكُ بعثاً للأمواتِ، فكيفَ يعبدُ هؤلاء مَن لا يقدرُ على أن يفعلَ شيئاً مِن هذا؟ ويتركونَ عبادةَ ربهم الذي يَملِكُ ذلك كلَّه. يقالُ: أنْشَرَ اللهُ الأمواتَ فَنَشَرُواْ؛ أي أحيَاهُم فحَيُوا.


الصفحة التالية
Icon