قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ ﴾؛ أي لَمَّا سارَ نَحوَ مِدْيَنَ، وكان قد خرجَ بغيرِ زاد ولا حِذاءٍ ولا ركوبةٍ، بل خرجَ هَائِماً على وجههِ هارباً من فرعونَ وقومهِ لا يدري أينَ يذهبُ، فخافَ أن يُخطِئَ الطريقَ. ومَدْيَنُ اسمُ ماءٍ لقوم شُعيب، وبينَهُ وبين مصرَ ثَمانيةُ أيَّامٍ، سُمي ذلكَ الماءُ باسم مَدْيَنَ بنِ إبراهيمَ عليه السلام. فلمَّا لَم يكن لِموسى علمٌ بالطريق خَشِيَ أن يذهبَ يَميناً وشِِمالاً فـ ﴿ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ ﴾؛ أي يُرشِدَنِي قصدَ الطريقِ إلى مَدْيَنَ، فلمَّا دَعَا موسى بهذا جاءَهُ مَلَكٌ على فَرَسٍ فانطلقَ به إلى مَدْيَنَ. قال المفسِّرون: خرجَ موسَى من مصرَ بلا زادٍ ولا درهَمٍ ولا رُكوبَةٍ إلى مَديَنَ، وبينهما مسيرةُ ثَََمان ليالٍ، ولَم يكن له طعامٌ إلاّ ورقَ الشَّجرِ.


الصفحة التالية
Icon