قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾؛ يعني كفارَ مكَّة ناكِسُوا رؤوسهم حياءً وندماً، والمعنى: ولو تَرَى يا مُحَمَّدُ إذِ المجرمون مُطرِقوا رؤوسهم من الخزْيِ وشدة الندمِ في يومِ القيامة عند علمِهم بأن الحجَّةَ قد قامت عليهم من كلِّ جهةٍ، وأنَّهم لا مهربَ لهم من العذاب، وذلك هو الغايةُ في الوجَلِ والخجلِ، يقولون: ﴿ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا ﴾؛ أي لكَ الحجَّة علينا لأنا أبصَرْنا رسُلكَ وسمعنا كلامَهم.
﴿ فَٱرْجِعْنَا ﴾؛ أي ولكن نسألُكَ أن تُرجِعَنا إلى الدُّنيا حتى.
﴿ نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾؛ بكَ وبكتابك وبرسُلكَ، وهذه الآية محذوفةُ الجواب؛ أي لو رأيتَ يا مُحَمَّد، لرأيتَ غايةَ ما تعتبرُ به.