قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾؛ أي لقد كان لكُم في رسولِ اللهِ قُدْوَةٌ حَسَنَةٌ في الصَّبر على القتالِ والثَّبَاتِ عليه واحتمالِ الشَّدائد في ذاتِ اللهِ.
﴿ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ ﴾؛ يرجو ثوابَ اللهِ.
﴿ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ ﴾، وثواب الدنيا والآخرةَ.
﴿ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً ﴾، وذلكَ: أنَّ كل من ذادَ أو ذكَرَ اللهَ في لسانهِ ازدَادت رغبتهُ في الاقتداءِ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم. ومعنى الآيةِ: لقد كان لكُم في رسولِ الله اقتداءٌ لوِ اقتديتُم به، والصبرُ معه في مواطنِ القتال كما فَعَلَ هو يومَ أُحُد إذ كُسِرَتْ رباعيَّتهُ وشُُجَّ حاجبهُ وقُتِلَ عمُّه، فواسَاكم مع ذلك بنفسهِ، فهلاَّ فعلتم مثلَ ما فعلَ هو. وقوله تعالى: ﴿ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ ﴾ يدلُّ من قوله (لَكُمْ) وهو تخصيصٌ بعد التعميمِ للمؤمنين.