قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ ﴾؛ أي قُلْ إن تُسِرُّوا ما في قلوبكم من التكذيب بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم والعداوَة للمؤمنين والمودَّة للكافرين أو تظهِرُوه بالشَّتم والطَّعن والحرب يعلمهُ الله فيجازيكم عليه، وإنَّما ذكرَ الصَّدر مكانَ القلب؛ لأنه مشتملٌ على القلب. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾؛ أي لا يخفَى عليه شيءٌ من عملِ أهل السموات وأهلِ الأرض، فلا يغرنَّكم الإخفاءُ، فإن الإخفاءَ والإبداء عنده سواءٌ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾؛ أي على جزاءِ عمَل السرِّ والعلانيَة قادرٌ.