قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً ﴾؛ معناهُ: اللهُ الذي أرسلَ الرياحَ لإثارةِ السَّحاب.
﴿ فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ ﴾، فأجريناه الى بلد ميت ليس فيه نبات ولا شجر.
﴿ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾، فأحيَا " الله " بالمطرِ الأرضَ بإخراجِ الزَّرعِ والأشجار منها بعدَ يُبسِها وذهاب النباتِ منها.
﴿ كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ ﴾؛ كذلك البعثُ في القيامةِ. وهذا احتجاجٌ على مُنكرِي البعثِ، فإن موتَهم كموتِ الأرض، وذهابَ أثَرِهم كذهاب أثرِ الأشجار والزُّروعِ، والقادرُ على إخراجِ الأشجار والزروعِ من الأرضِ قادرٌ على إخراجِ الموتَى من الأرضِ. ومعنى الآية: ﴿ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً ﴾ أي تُزعِجهُ من حيث هو ﴿ فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ ﴾ أي مكانٍ ليس فيه نباتٌ ﴿ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ أي أنبَتنا فيها الزرعَ والكلأَ بعدَ أن لم يكن.
﴿ كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ ﴾ أي الإحياءُ والبعث. وعن أبي رُزَينِ العقيليِّ قالَ:" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يُحييِ اللهُ الْمَوْتَى؟ " أوَمَا مَرَرْتَ بوَادِي قَوْمِكَ مُمَحَّلاً ثُمَّ مَرَرْتَ بهِ خَضِراً؟ " قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " فَكَذلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى " وَقَالَ: " كَذلِكَ النُّشُورُ " ".


الصفحة التالية
Icon