قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ﴾؛ معناهُ: أوَلَم يُشاهِدوا أنَّا خلَقْنا لَهم مما توَلَّينا خلقَهُ بإيداعِنا وإنشائنا؟ لم يُشاركنا في خلقِ ذلك شريكٌ ولا مُعِينٌ. وذكرُ الأيدِي هَا هُنا يدلُ على انفرادهِ بما خلقَ، والمعنى أوَلَمْ يرَوا أنَّا خلَقْنا لَهم مما عمِلناهُ بقدرَتِنا؟ لا مما عملتْهُ أيدي مالكِيها أنعاماً وهو الإبلُ والبقر والغنم لها مالِكون وضابطون، قاهرون لها يصرِّفونَها كيف يشاوُؤن، واليدُ تُذكَرُ ويرادُ بها القدرةُ وإظهار صُنعهِ.