قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾؛ أي يُعقَدُ لَهم مجلسُ الشَّراب، ويُسقَوْنَ هذه الكؤوسَ اللَّذيذةَ، وتحضرُهم حُورُ عِينٍ قاصِراتُ الطَّرْفِ، قصرت أطرافُهن على أزواجهنَّ لا يبتغين بهم بَدَلاً، لا ينظُرون إلى غيرِ أزواجهن، والعِينُ جمعُ العين وهُنَّ كبارُ الأعيُن وحِسَانُها، وقال الحسنُ: (اللاَّتِي بَيَاضُ عَيْنِهِنَّ فِي غَايَةْ الَْبَيَاضِ، وَسَوَادُهَا فِي غَايَةِ السَّوَادِ). ومعنى الآيةِ: وعندَهم حَابسَاتُ أعيُنهن الأعين غاضَّات الجفُونِ قصرنَ أعيُنهن عن غيرِ أزواجهن، فلا ينظُرن إلاَّ إلى أزواجهنَّ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ عِينٌ ﴾ أي كبارُ الأعيُن حسانُها، واحدتُها عَينَاءُ يقال: رجلٌ أعيَنُ، وامرأةٌ عَيْنَاءُ، ونساءٌ عِيْنٌ. وقولهُ تعالى: ﴿ عِينٌ ﴾ وامرأةٌ عَيْنَاءُ ونساءٌ عِينٌ. وقولهُ تعالى ﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ أي مستورٌ مَصُونٌ، والبيضُ مُحُّ البيضةِ، قال الحسنُ: (يُشْبهْنَ بَيْضَ النَّعَامِ يَكِنُّهَا الرِّيشُ مِنَ الرِّيحِ) وهذا مِن تشبيهات العرب في وَصفِ النِّساء بالبيضِ، فشَبَّهَ الأبياض أبدانَهن ببياضِ البَيض المكنون، ويقالُ: أراد بالبيضِ المكنون ها هنا البياضَ الذي في داخلِ القشرِ الخارج.