قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾؛ أي قالَ إبراهيمُ: إنِّي ذاهبٌ إلى مرضاتِ ربي سيَهدينِي لِمَا فيه رُشدِي وصَلاحِي، وأرادَ بهذا الذهابَ إلى الأرضِ المقدَّسة، وَقِيْلَ: إلى أرضِ الشَّام، قال مقاتلُ: (فَلَمَّا قَدِمَ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ سَأَلَ رَبَّهُ الْوَلَدَ) فقال: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينَ ﴾؛ أي ولَداً صَالحاً. واستجابَ اللهُ دعاءَهُ بقولهِ: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ ﴾؛ قال الزجَّاجُ: (هَذِهِ الْبشَارَةُ تَدُلُّ عَلَى أنَّهُ مُبَشَّرٌ بابْنٍ ذكَرٍ، وَأنَّهُ يَبْقَى حَتَّى يَنْتَهِي فِي السِّنِّ، وَيُوصَفُ فِي الْحِلْمِ)، قال الحسنُ: (وَهُوَ إسْحَاقُ عليه السلام). وقال الكلبيُّ: (هُوَ إسْمَاعِيلُ، وَكَانَ أكْبَرَ مِنْ إسْحَاقَ بثَلاَثَةَ عَشَرَ سَنَةً).


الصفحة التالية
Icon