قولهُ تعالى: ﴿ فَٱسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ ﴾؛ أي سلهُم - يا مُحَمَّدُ - أهلَ مكَّة سؤالَ توبيخٍ وتقريعٍ (ألِرَبكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونُ)؟ وذلك أنَّ قُريشاً وقبائلَ من العرب منهم خُزاعَةُ وجُهَيْنَةُ وبنو سُليم كانوا يقولُون: إنَّ الملائكةَ بناتُ الله، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبيراً. وقولهُ تعالى: ﴿ أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ ﴾؛ أي حَاضِرُوا خَلقِنا إيَّاهم، فكيفَ جعَلوهم إنَاثاً ولم يشهَدُوا خَلقَهم كما قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿ أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴾[الزخرف: ١٩].