قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً ﴾؛ وذلك أنَّهم يُسَاقُونَ إلى جهنَّم فَوْجاً فَوْجاً، الأوَّلُ فالأولُ، يُسَاقُ كفارُ كلِّ أُمة على حِدَةٍ، والزُّمَرُ: جماعاتٌ في تَفْرِقَةٍ بعضُها على إثْرِ بعضٍ، يُسَاقُونَ سَوْقاً عَنِيفاً، يُسحَبُونَ على وُجُوهِهم إلى جهنَّم.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾؛ عند مجيئِهم.
﴿ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ ﴾؛ وهم الزَّبَانِيَةُ: ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ ﴾، ويخوفونكم.
﴿ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ﴾، اليوم.
﴿ قَالُواْ بَلَىٰ ﴾، أتونا بالرسالة.
﴿ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ﴾؛ ولكن وجَبتْ كلمةُ العذاب على الكافرين، فيقولُ لَهم الزبانيةُ: ﴿ قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ ﴾؛ ادخُلوا أبوابَ جهنَّم السبعةَ خالِدين فيها. ومعنى قولهِ ﴿ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ﴾ هو قَوْلُهُ تَعَالَى:﴿ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾[هود: ١١٩].
واختلفَ القُراء في قولهِ ﴿ فُتِحَتْ ﴾ فخفَّفها الكوفيُّون، وشدَّدها الباقون على التكثيرِ.