قوله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ﴾؛ يعني كعبَ بن الأشرف وأصحابَهُ دَعَوا أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: مُعَاذ وحذيفةَ وعمَّارَ بن ياسرٍ الى دِيِنِهم اليهوديَّة، وقد مَضَتْ قضيَّتُهم في سورةِ البقرةِ. ومعناه: تَمَنَّتْ جماعةٌ من أهلِ الكتاب أنْ يَهْلِكُوكُمْ بإدخالِكُم في الضَّلاَلِ.
﴿ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ ﴾؛ أي وما يرجعُ وَبَالُ إضْلالِهم إلاَّ على أنفسِهم.
﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾؛ وما يعلمونَ أنَّ وَبَالَ ذلِكَ يعودُ عليهم، وقيل: ما يعلمونَ أنَّ الله يُطْلِعُ نَبيَّهُ صلى الله عليه وسلم على فِعْلِهِمْ.