قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ﴾؛ أي ما اختلفَ اليهودُ والنَّصارى إلاَّ من بعدِ ما وَضُحَ لهم أمرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وذلك أنَّهم كانوا يَعرِفُونَهُ كما يعرفون أبناءَهم، فأنكرَ مَن أنكرَ مِن علمائِهم للبَغيِ والعداوةِ على طلب الدُّنيا، خافُوا أن تذهبَ عنهم رئاسَتهم ومكانتهم، وأن يصِيرُوا تابعِين بعد أن كانوا مَتبُوعِين، فترَكُوا اسمَ الإسلامِ، وقولهُ تعالى ﴿ بَغْياً بَيْنَهُمْ ﴾ أي بَغياً منهم على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قولهُ تعالى: ﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ ﴾؛ أي لولاََ حُكمِ اللهِ بإنظارهم وتأخيرِ العذاب عن هذه الأُمة ﴿ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ يعني يومَ القيامةِ ﴿ لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ ﴾ أي بين مَن آمنَ ومَن كفرَ بنُزولِ العذاب بالمكذِّبين في الدُّنيا. وقولهُ تعالى: ﴿ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ ﴾؛ يعني اليهودَ والنصارى أُورثُوا التوراةَ من بعدِ أنبيائهم وأسلافِ أحبارهم.
﴿ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ﴾؛ من دينِ الإسلام ظاهرِ الشكِّ.


الصفحة التالية
Icon