قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ ﴾؛ أي أجَابوهُ إلى ما دعاهم إليه من التوحيدِ والعبادة.
﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ أي فعالاً مِن المشورةِ، وهي الأمرُ الذي يُتَشَاوَرُ فيه، يقالُ: صارَ هذا الأمرُ شُورَى بين القومِ إذا تشَاوَرُوا فيه. والمعنى أنَّهم يتَشاوَرُونَ فيما يبدُو لهم، ولا يَعجَلُونَ في الأمرِ. وقال الحسنُ: (وَاللهِ مَا تَشَاوَرَ قَوْمٌ إلاَّ هَدَاهُمُ اللهُ تَعَالَى لأَفْضَلِ مَا بحَضْرَتِهِمْ). والمعنى: أنَّهم إذا حَدَثَ بهم أمرٌ لا نصَّ فيه من كتابٍ ولا سُنة ولا إجماعٍ؛ شاوَرَ بعضُهم بعضاً لإظهار الحقِّ.