قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ﴾؛ يعني اليهودَ والنصارَى، وَقِيْلَ: المرادُ به فِرَقَ النصَارَى على ما تقدَّم ذِكرهُ من الاختلافِ فيما بينهم في عيسَى عليه السلام، وقوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ﴾؛ أي هل ينظُرون إلاَّ القيامةَ أن تأتِيَهم فجأةً على غِرَّةٍ منهم، " مِنْ " غير تأهُّبٍ ولا استعدادٍ.
﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾؛ وقتَ مجِيئها. فإنْ قِيْلَ: كيف تُسمَّى القيامةُ الساعةَ وهي تشتملُ على خمسين ألفَ سَنة؟ قلنا: إنما سُمِّيت ساعةً لسُرعَةِ مجيئِها، ولأنَّها في جنب ما وراءَها ساعةٌ، وهي سريعةُ الانقضاءِ على المؤمنين.