قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴾؛ أي ما اشتَهى، والمرادُ بالإنسانِ الكافرُ، وكان الكفَّارُ يعبُدون الأصنامَ، ويزعُمون أنَّها تشفعُ لَهم عند اللهِ، ويتمَنَّون على اللهِ الجنَّة. والمعنى: أيَظُنُّونَ أنَّ لهم ما يتَمنَّون من شَفاعةِ الأصنامِ، وليس كما يظُنُّون ويتمنون، بل ﴿ فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ ﴾؛ لاَ يُعطِي أحداً شَيئاً بالتمنِّي، وإنما يعطِي بالحكمةِ وعلى سبيلِ الاستحقاق، فيزيدُ مِن فَضلهِ مَن يشاءُ. وَقِيْلَ: معناهُ ﴿ فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ ﴾ أنْ لا يملِكَ فيهما أحدٌ شيئاً إلاَّ بإذنهِ، يُعطي مَن يشاءُ ويَحرِمُ مَن يشاءُ.


الصفحة التالية
Icon