قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ ﴾؛ أي طلَبُوا أن يُسَلِّمَ إليهم أضيافَهُ وهم الملائكةُ قَصْداً منهم إلى عمَلِهم الخبيث، فأمرَ اللهُ جبريلَ أن يَصْفِقَ بجناحهِ فأعمَاهُم فبَقوا حَيارَى، ومعنى: ﴿ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ ﴾؛ أي أعمَينَاهُمْ وصيَّرناهم كسائرِ الوجهِ لا يُرَى له شَقٌّ، فكانوا عُمياناً متحيِّرين لا يهتدون إلى الباب، فقيل لَهم: ﴿ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾؛ يقال: فلانٌ مَطمُوسُ البصَرِ إذا كان موضعُ عَينَيه أملسَ، لا أثرَ به للعَينِ من الْجَفْنِ والْحَدَقَةِ.