قَوْلُهُ تَعََالَى: ﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴾؛ معناهُ: وبعثَهُ في آخَرِين منهم يعني الأعاجمَ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم مبعوثٌ إلى كلِّ مَن شاهدَهُ من العرب والعجم وإلى كلِّ مَن يأتي منهم بعدَ ذلك. وقوله تعالى ﴿ مِنْهُمْ ﴾ لأنَّهم إذا أسلَمُوا صاروا منهم، والمسلمون كلُّهم يدٌ واحدة وأُمَّةٌ واحدةٌ وإن اختلفَ أجناسُهم. وقوله تعالى: ﴿ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ ﴾ في الفَضْلِ والسَّابقةِ؛ لأن التَّابعين لا يُدركون شأنَ الصحابةِ.