قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ ﴾؛ يعني أنَّ لونَ الشَّرَر يشبهُ لون الْجِمَالاَتِ الصُّفر، وجِمَالاتٌ جمعُ جِمَالٍ، قراءةُ حمزة والكسائي وحفص وخلف: (جِمَالَةٌ) بكسرِ الجيم من غيرِ ألف على جمع جَمَلٍ مثل حَجَرٍ وحجارةٍ. وقرأ يعقوبُ (جُمَالَةٌ) بضم الجيمِ من غير ألف، أرادَ الأشياءَ العظيمةَ المجموعة. وقرأ ابنُ عباس (جُمَالاَتٌ) بضمِّ الجيم جمع جُمَالاَتٍ وهي الشيءُ الْمُجْمَلُ.
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾.
وقولهُ ﴿ صُفْرٌ ﴾ معناه سُودٌ، قال الفرَّاء: ((الصُّفْرُ سَوْدَاءُ الإبلِ، لاَ يُرَى أسْوَدٌ مِنَ الإبلِ إلاَّ وَهُوَ مُشَرَّبٌ صُفْرَةً)) لذلك سَمَّت العربُ سودَ الإبل صُفراً، والأصفرُ الأسودُ، قال الأعشَى: تِلْكَ خَيْلِي وَتِلْكَ مِنْهُ رَكَائِبُ هُنَّ صُفْرٌ أوْلاَدُهَا كَالزَّبيبأي هُنَّ سُودٌ.