قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ ﴾؛ منكَ.
﴿ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾؛ لاصِقاً بالتُّراب من الجهدِ والفاقة، ويقالُ: إن الْمَتْرَبَةَ شدَّةُ الحاجةِ إذا افتقرَ. وَمن قرأ (فَكَّ) بالنصب (أوْ أطْعِمْ) فمعناهُ: أفلاَ فكَّ الرقبةَ وهلاَّ أطعَمَ في يومٍ ذي مَسغَبة. وعن البراءِ بن عازبٍ قال:" جَاءَ أعْرَابيٌّ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي عَمَلاً يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ: " لَئِِنْ كُنْتَ أقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ: فُكَّ الرَّقَبَةَ وَأعْتِقِ النَّسْمَةَ " قَالَ: أوَلَيْسَا سَوَاءً يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: " عِتْقُ النَّسْمَةِ أنْ تَنْفَرِدَ بعِتْقِهَا، وَفَكُّهَا أنْ تُعِينَ فِي ثَمَنِهَا، فَإنْ لَمْ تُطِقْ ذلِكَ فَكُفَّ لِسَانَكَ إلاَّ مِنْ خَيْرٍ " ".