﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾؛ وذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شُقَّ بطنهُ من عند صدرهِ إلى أسفلِ بَطنهِ فاستُخرِجَ منه قَلبُهُ فغُسِلَ في طشتٍ من ذهب بماءِ زَمزَمَ، ثم مُلئَ إيماناً وحكمةً وأُعيدَ مكانَهُ، قال: وهذا معنى شرحِ الصَّدر. ويقالُ: إنَّ شرحَ الصَّدر، وترحيبهُ وتليينهُ؛ لاحتمالِ الأذى والصبرِ على المكارهِ، والطمأنينةُ بالإيمان وشرائعهِ. وَقِيْلَ: معناهُ: ألَمْ نُلَيِّنْ لكَ قلبكَ ونوسِّعْهُ بالإيمانِ والنبوَّة والعلم والحكمةِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ﴾؛ أي حطَطْنا عنك ذنبَكَ، كما قال تعالى في آيةٍ أُخرى﴿ لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾[الفتح: ٢] وقولهُ تعالى: ﴿ ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ ﴾؛ أي أثقلَ ظهرك.
﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾؛ أي شرَّفناكَ وعظَّمنا قدرَكَ بما أوجبناهُ على خلقِنا من التصديقِ بنبوَّتكَ. وَقِيْلَ: معناهُ: قَرَنَّا ذِكرَكَ بذِكرِنَا، فلا يُذكر اللهُ إلاّ وتُذكَرُ معه في كلمةِ الشَّهادة والأذانِ والخطبة وغيرِ ذلك.