قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَقَالَ ٱلإِنسَانُ مَا لَهَا ﴾؛ الإنسانُ هاهنا اسمُ جنسٍ أُريد به الذين يخرُجون من جوفِها، يقولُ كلٌّ منهم ما للأرضِ وما حالُها؟ ولأيِّ شيء زلْزَالُها؟ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾؛ أي يومئذٍ تخبرُ الأرض بما عُمِلَ على ظهرِها من خيرٍ، أو شرٍّ عبرةً للمتفكِّر فيها، تقولُ في المؤمن: صلَّى عَلَيَّ وحجَّ وصامَ، فيفرحُ المؤمنُ، وتقولُ في الكافرِ: أشركَ علَيَّ وسرقَ وزنا وشرِبَ الخمرَ، فيحزنُ، وذلك الإخبارُ بأنَّ الله ألهمَها وأنطَقها، كما أنطقَ اللهُ الجوارحَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا ﴾؛ أي أذِنَ لها وأمَرَها.


الصفحة التالية
Icon