قوله: ﴿ قَالُواْ ﴾ أي المعبودين، وهو كلام مستأنف واقع في جواب سؤال مقدر كأنه قيل: ماذا قالوا في الجواب. قوله: ﴿ مِنْ أَوْلِيَآءَ ﴾ أي أتباعاً يعبدوننا، ويصح أن يراد بالأولياء المتبوعين أن معبودون لنا، لأن الولي كما يطلق على المتبوع يطلق على التابع، كالمولى يطلق على الأعلى والأسفل، وكلام المفسر يفيد المعنى الثاني، إذا علمت ذلك فالتبري حاصل في هذه الآية من الأولياء، بمعنى المعبودين أو العابدين لغير الله، وأما بمعنى من تولوا خدمة الله، أو من تولاهم الله، فلم يكلهم لغيره، فقد اتخذهم الله وأمر بالتعلق بأذيالهم. قوله: (مفعول أول) أي لنتخذ قوله: (وما قبله) أي وهو قوله: ﴿ مِن دُونِكَ ﴾.
قوله: (فيكف نأمر بعبادتنا) أي بعبادتهم إيانا، فنحن لم نضلهم. قوله: ﴿ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ ﴾ الخ، استدراك لرفع ما يتوهم ثبوته، والمعنى أنت أنعمت عليهم بنعم عظمية، فجعلوا ذلك سبباً للضلال، وليس لنا مدخل في ذلك، وفي هذا الاستدراك رجوع للحقيقة. قوله: (تركوا الموعظة) أي غفلوا عن التذكر في آياتك، فالنسيان معناه الترك. قوله: ﴿ بُوراً ﴾ يحتمل أنه جمع بائراً، ومصدر من البوار وهو الهلاك. قوله: ﴿ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ ﴾ خطاب للعابدين فالواو واقعة على المعبودين، والكاف على العابدين، وقوله: ﴿ بِمَا تَقُولُونَ ﴾ أي فيما تقولون، وقوله: (بالفوقانية) أي باتفاق العشرة، وقوله: (إنهم آلهة) مقول القول. قوله: (أي لاهم) راجع للتحتانية، وقوله: (ولا أنتم) راجع للفوقانية. قوله: ﴿ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ ﴾ أي أيها المكلفون من العابدين والمعبودين، فظلم العابد بعبادته غير الله، وظلم المعبود برضاه بذلك. قوله: ﴿ نُذِقْهُ ﴾ بنون العظمة في قراءة العامة.