قوله: ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ ﴾ أي المتولين عذابهم. قوله: ﴿ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ ﴾ هذه الجملة مقولة لقول محذوف حال من الملائكة، تقديره قائلين لهم لا بشرى. قوله: (فلهم البشرى بالجنة) أي لقوله تعالى:﴿ بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ﴾[الحديد: ١٢].
قوله: ﴿ وَيَقُولُونَ ﴾ معطوف على ﴿ يَرَوْنَ ﴾ فالضمير للكفار. قوله: ﴿ حِجْراً مَّحْجُوراً ﴾ العامة على كسر الحاء، وقرئ شذوذاً بفتحها وضمها. قوله: (يستعيذون من الملائكة) أي يطلبون من الله إنقاذهم منهم بهذه العبارة. قوله: (عمدنا) أي تعلقت إرادتنا، ودفع بذلك ما قيل إن القدوم من صفات الحوادث، وهو محال على الله تعالى، ففسره بلازمه وهو القصد، والمراد من القصد في حقه تعالى، تعلق إرادته بالشيء. قوله: (وقرى ضيف) بكسر القاف مع القصر، أو فتحها مع المد، ومعناه الإحسان اليه. قوله: (في الدنيا) متعلق بعملوا. قوله: (في الكوى) جمع كوة وهي الطاقة في الحائط، بفتح الكاف وضمها. قوله: (لعدم شرطه) أي وهو الإيمان. قوله: (ويجازون عليه في الدنيا) أي بإعطاء المال والولد والعافية وغير ذلك من ملاذ الدنيا، فأعمال الكافر الحسنة التي لا تتوقف على نية، يعطى جزاءها في الدنيا، وأما ما تتوقف على نية، فلا يجد لها جزاء أصلاً لعدم صحتها. قوله: ﴿ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً ﴾ (من الكافرين) أي أن مستقر المؤمنين في الجنة، خير من مستقر الكافرين في الدنيا، فافعل التفضيل على بابه، وإلى هذا أشار المفسر بقوله: (في الدنيا) فهو جواب عما يقال: إن مستقر أهل النار لا خير فيه، ويصح أن يراد استقرار كل في الآخرة، والتفضيل ليس مراداً، بل المقصود التقريع والتوبيخ للكفار. قوله: (من ذلك) أي من قوله: ﴿ وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ﴾ قوله: (كما ورد في الحديث) قال ابن مسعود: لا ينتصف النهار يوم القيامة، حتى يقبل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، والقيلولة الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن مع ذلك نوم، لأن الله تعالى قال: ﴿ وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ﴾ والجنة لا نوم فيها، ويروى أن يوم القيامة يقصر على المؤمنين، حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس.


الصفحة التالية
Icon