قوله: (هو) ﴿ ٱلَّذِي ﴾ أشار بذلك إلى أن الموصول خبر لمحذوف، وهذه الجملة سيقت تحريضاً للتوكل عليه تعالى، فإن من كان قادراً على ذلك، فهو حقيق بالتوكل عليه. قوله: ﴿ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾ أي فالأرض في يومين الأحد والاثنين، وما عليهما في يومين الثلاثاء والأربعاء، والسماوات في يومين الخميس والجمعة، وفرغ من آخر ساعة من يوم الجمعة. قوله: (أي في قدرها) دفع بذلك ما يقال: إن الأيام لم تكن موجودة إذ ذاك. قوله: (والعدول عنه) أي عن الخلق في لمحة. قوله: (التثبيت) أي التأني والتؤدة في الأمور، وعدم العجلة فيها، لما ورد: أن العجلة من الشيطان، واستثنى العلماء من ذلك مسائل اقراء الضيف، وتزويج البكر، وتجهيز الميت، والصلاة في أول وقتها، وقضاء الدين، وتعجيل الأوبة للمسافر بعد قضاء حاجته، والتوبة من الذنب. قوله: (هو في اللغة سرير الملك) أي ومنه قوله: (أيكم يأتيني بعرشها) والمراد هو جسم عظيم محيط بالعالم فوق السماوات السبع. قوله: (بدل من ضمير استوى) ويصح أن يكون خبر المحذوف، أو خبر الذي خلق. قوله: (أي استواء يليق به) هذا إشارة لمذهب السلف وهم من كانوا قبل الخمسمائة، ومذهب الخلف تفسير الاستواء بالاستيلاء عليه والتصرف فيه، وهو أحد معاني الاستواء، واستدلوا لذلك بقول الشاعر: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراقوفي قوله: ﴿ ٱلرَّحْمَـٰنُ ﴾ إشارة إلى أن الله تعالى استوى على العرش بوصف الرحمة فوسع العالمين، وكان سقف الجنة لا بوصف الجلال، وإلا لذاب ولم يبق له أثر. قوله: ﴿ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً ﴾ ﴿ بِهِ ﴾ متعلق بخيراً، قدم لرعاية الفاصلة. والمعنى اسأل يا محمد خبيراً بصفاته تعالى، وليس خبيراً بصفاته إلا هو سبحانه وتعالى، ويصح أن يكون الجار والمجرور متعلقاً باسأل، والباء بمعنى عن. والمعنى اسأل عنه خبيراً، أي عالماً بصفاته، يطلعك على ما خفي عليك، والخبير يختلف باختلاف السائل، فإن كان السائل النبي عليه الصلاة والسلام، فالخبير هو الله، وإن كان السائل أصحابه، فالخبير النبي، وإن كان السائل التابعين فالخبير الصحابة عن الله وهكذا، فآل الأمر إلى أن المشايخ العارفين، يفيدون الطالب عن الله، وفيه دليل على وجوب معرفة التوحيد. قوله: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ﴾ أي لكفار مكة. قوله: ﴿ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ﴾ أي ظناً منهم أن المراد به غيره تعالى، لأنهم كانوا يطلقون الرحمن على مسليمة الكذاب. قوله: (وبالفوقانية والتحتانية) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (والآمر محمد) أي على كل من القراءتين. قوله:(ولا نعرفه) راجع لقوله: ﴿ لِمَا تَأْمُرُنَا ﴾ فكان المناسب ذكره بلصقه. قوله: (لا) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري. قوله: (تعاظم) أي انفراد بالعظمة، لأن من كانت هذه أوصافه، فهو منفرد بالكبرياء والعظمة، وتقدم أن لفظة تبارك من الصفات الجامعة، تفسر في كل مقام بما يناسبه.